كوفيد 19
و القيامة الصغري
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (25)
صدق الله العظيم
***********
من يظن بأن COVID 19 سيزول بعد عدة أشهر فهو ساذج.
إن الألام لم تبدأ بعد،
فإستعدوا للمواجهة
من يظن بأن هذه الأزمة ستدوم فقط لعدة أسابيع ثم نعود لحياتنا الطبيعية فهو واهم،
(COVID-19). جاء ليفتك، لا ليرحل بهذه السرعة
جاء ليعري إنسانيتنا الكاذبه
و يكشف عن انانيتنا البغيضة
ويحطم اصنام إلهه المال و الاستعمار و الاحتكار.
و يوقف عجلة الحياة التي طحنت غير القادرين و الضعفاء. و يصمت إيقاعها الذى اذاب بسرعته ملايين الناس الفقراء و المساكين.
جاء ليحطم الفروقات الطبقية و الاجتماعية
و يوقف شراسة صراع الاستيلاء. و التقاسم.باسم التقدم و التحضر. و النظام العالمي الجديد
جاء ليذكرنا أن سبب وجودنا على الارض.
1- عباده الله الواحد.( اي عدم عبادة شريك اخرمع الله)
2- إعمار الكرة الأرضية.( و ليس هدمها و قتل من عليها)
جاء متسلحا بأسلحة تدل على إرادة العقاب. من عند من أرسله.
فإن البلاء مرتبط بما يحدث علي الأرض.
وان حقيقة ما يحدث بالفعل فسادعظيم لهذا النظام العالمي،
و أيضا لحكمة ربانية يعلمها الله سبحانه و تعالي بكل تفاصيلها،
وهنا قد لا أضيف جديدا
إلا أنني فقط أردت التركيز على ماذكرته افي سياقي أعلاه. وهو موضوع الفساد العظيم الذي تجاوز الحدود،
و عن هذا الوباء أو الجائحة التي اجتاحت العالم بمختلف فئاته وأجناسه وأديانه .
رسالة المولى جل وعلا ينبغي أولا أخذ العبرة منها والتأمل فيها، والمراجعة والاستذكار في الحكمة من خلق الإنسان والهدف من وجوده، والأمانة التي كلفه الله بها وهي خلافة الأرض والإعمار فيها والابتعاد عن الفساد، وهنا على العالم الاعتراف بالخطيئة التي وقع فيها هذا النظام العالمي الجديد
فالرسالة التي أرسلها الله واضحة للخلق أجمعين، قال تعالى: “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون” الآية (30) من سورة البقرة، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تتحدث عن عمارة الأرض والابتعاد عن الفساد فيها. إذًا بنو آدم جميعا يحملون رسالة سماوية، كان يجب أن يحافظوا عليها، وكلما ابتعد الإنسان عن هذه الرسالة، كلما غير الله في هذا الكون،
وكلما عاثت الأمم الفساد والخراب في الأرض جاءها التغيير،
ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والذي يحدث اليوم بعيد كل البعد عن تلك الرسالة السماوية، وقد تجاوزت الأمم المدى في الظلم والفساد وعم الأرض جميعا،
كما أن هذا الوباء أيضا رسالة تنبيه من المولى عز وجل نظرا لابتعاد العالم عن العدل وتطبيق مبادئ الحق والسلام والتكافل ومفردات الخير، وانتشار الظلم والطغيان والقتل والتشريد والفقر والجوع، وهنا نتساءل: ألا يكفي ما يحدث في العالم اليوم؟ فلو أنفق جزء من هذه التكاليف الباهظة التي تسخرها الدول لمكافحة جائحة فيروس كورونا، مقابل نشر الأمان وتوفير الغذاء والدواء والمأوى لمن فقدها من بني البشر، نستطيع القول عندها إن الرسالة السماوية التي كلف الله بها الخلق قد عملوا بها، ولكن غابت عنهم هذه الحقيقة فعاثوا في الأرض فسادا وطغيانا وظلما وجورا، وتجاوزت القوى العالمية كل الأعراف والمبادئ الإنسانية في اضطهاد الشعوب، وتوسيع دائرة الظلم والقتل والتشريد والجوع من أجل تحقيق مصالح وأجندة دولية، فتناسوا أن الكون كله يملكه الله وحدة
و ان الله جعلنا فقط خلفائه على الأرض و ما فيها.
وتأكيدا لما حدث علينا أن ننظر لهذه الملايين التي تقتل في كل مكان وذلك بتدبير من قوى عالمية شريرة، وهذا الظلم الذي يمارس على الشعوب واستعمار الدول، والملايين من اللاجئين والمشردين من المسؤول عنهم؟؟ أليست الحكومات وخصوصا تلك الحكومات التي تسيطر على النظام العالمي،
هنا ينبغي علينا أن نخاف و ندرك حقيقة ما يحدث
اذا
تأمل معي الأسلحة التي أرسل بها هذا الفيروس
هل كل هذا عبث؟
-1سلاح العدوى:
- كوفيد (COVID-19) برمج مسبقا على سرعة التنقل والإنتشار هذا الفيروس يمكنه المكوث لأيام فوق الأسطح ولساعات في الهواء ومجرد مرورك من مكان عطس به مصاب به ستنتقل إليك العدوى.
- من أهم خصائص هذا الفيروس قدرته على العدوى قبل ظهور العوارض على المصاب وبالتالي تمكنه من تحقيق أكبر قدر من العدوى دون أن يعلم المصاب به حتى بوجوده.
2- سلاح التخفي :
- كوفيد (COVID-19) يمتلك قدرة عجيبة تدل على أنه مبرمج مسبقا وأنه يدرك تماما مهمته التي أرسل من أجلها.
- هذا الفيروس محاط بغشاء دهني سكّري يمنع الجهاز المناعي للبشر من التعرف عليه وتحييده وهذا ما يخوله من التسلل خفية والتوجه مباشرة نحو خلايا الرئة) حاضنته الوحيدة) من دون أن يعترض طريقه أحد مما يمكنه من أخذ وقته في الإستعداد للحرب والتكاثر وعندما يعلم الجهاز المناعي بوجوده تكون أعداده في الجسم بالمليارات لتبدأ معركة، البقاء فيها للأقوى. هذا الغشاء السكري لم يأت من عبث بل وضع عمدا ليخفي هويته الفيروسية وبالتالي تعمية الجهاز المناعي عنه.
- كوفيد (COVID-19) يمتلك قدرة عجيبة على التخفي، فهو يستثني عددا كبيرا من المصابين به من الأعراض أغلبية المصابين به لن يعلموا بأنهم قد أصيبوا به لن ترتفع حرارتهم ولن يسعلوا ولن يصابوا بالصداع هذا القدرة على التخفي ستمكن الفيروس من إيجاد بيئة تحتضنه وتضمن إنتشاره ليفتك فيما بعد بمن يريد.
-3سلاح التطور والتأقلم :
قبل الحديث عن هذا السلاح يجب عليك أن تدرك أن الفيروسات تنقسم إلى قسمين:
فيروسات حمضها النووي DNA وفيروسات حمضها النووي RNA الصنف الأول هو الصنف المتطور أما الثاني فهو بدائي فيروسات ال DNA تمتلك قدرة كبيرة على تطوير ذاتها والتعلم من أخطائها فلا تكررها وبالتالي تصبح أكثر فتكا أما فيروسات ال RNA فهي غير قادرة على إدراك أخطائها وبالتالي غير قادرة على إصلاحها اذا في عملية التأقلم هذه قد تفقد الفيروسات خاصية حيوية كما حصل مع أغلب "زملائها" فتصبح مثلا غير قادرة على العدوى أو تقل خطورة أعراضها وبالتالي يسهل التغلب عليها عكس فيروسات ال RNA البدائية فإن فيروس كوفيد 19
(COVID-19) الذي ينتمي اليها يمتلك قدرة على تعزيز قدرته على الفتك وقد وصل إلى هذه اللحظة إلى ثمان نسخ مختلفة متأقلمة مع أجواء الدول المحتضنة له لاحظ العلماء في الفترة الأخيرة ظهور عوارض جديدة للمرض وهي الموت الفجئي دون أن يعلم المتوفي أصلا أنه مصابه بالفيروس كوفيد لم يكتفي بمهاجمة خلايا الرئة ورفع حرارة الجسم وتضييق نفس المصاب بل إكتشف العلماء أن الفيروس يعمل على تخثير الدم وتضييق الأوردة الناقلة له وبالتالي حدوث جلطات مفاجئة للمصاب لم يكتفي بكل بهذا بل صار يهاجم مباشرة عضلة القلب ويعمل على إضعافها وبالتالي توقف القلب فجأة وهذا ما يفسر وقوع البعض في الشوارع واكتشاف إصابتهم بالفيروس لاحقا.
- نسبة من المتعافين من كوفيد (COVID-19) لن يكتسبوا منه مناعة وسيعاودون الإصابة به وتمكينه من فرصة ثانية إما للنيل منهم أو على الأقل لمزيد نشر العدوى كل هذا ليس من عبث بل كل هذا يدل على أن الفيروس "متحزم" لنا مرسل بمهمة مدجج بكل الأسلحة التي تضمن بقائه ولن يرحل قريبا إلا بحلّين الأول علمي والثاني إلاهي.
الحل العلمي هو قدرة البشر على إيجاد لقاح له أو علاج له بعد الإصابة والحد من خطورته وهذا عكس الرائج لن يقع قبل سنة في أحسن أحسن الأحوال بل قد يمتد إلى عشرات السنوات كما هو الحال مع باقي الفيروسات مثل السل وشلل الأطفال الذي أخذ من البشرية خمسين سنة لإيجاد اللقاح فهل تتوقع إيجاده في أسبوع أو شهر مطلقا وهذا لن يتم إلا بإرادة من الله
وإلا فاللقاح سيلقى مصير من سبقه من الإيدز والسارس .
الحل الثاني هو معجزة من عند الله يرفع بها الوباء عن الأرض وهذا لن يتم إلا بشرط هو الآن غير متوفر على ما يبدو
وحتى لا نتألى على الله نرجو أن لا يعاملنا الله بعدله.
وأن يعاملنا بلطفه ورحمته.
لكن شرعا البلاء لا يرفع إلا بالتوبة. وهو ما لم تفعله البشرية بعد.
لانهم لم يفهموا الرسالة من
كوفيد (COVID-19).
عوض الإستغفار
والندم على ما فات
من إنتهاك لفطرة الله فى الكون
وإستهتار بالقيم و الاسباب الي قام عليها خلق الله للكون.
ولم تنتهك هذه القيم إلا في العقود الأخيرة .
نرى أن الأغلبية تتوق إلى العودة إلى الميوعة والإنحلال
و ترى البعض فى إنتظار أن تزول الغمة
من أجل العودة إلى المعصية بل والعزم على تعويض ما فات من المعاصي بمعاصي جديدة.
البلاء ينزل بغاية
تخويف البشر لعلهم يرجعون ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا )
أما نحن؟ نحن نقضي أغلب وقتنا في السخرية والتسخط على أقدار الله وكأننا غير مذنبين
البلاء يأتي برسالة ورسالة كوفيد (COVID19) واضحة جلية أيها البشر إنتبهوا.
- هذا الفيروس مجرد تنبيه وتحذير ( نسبة الشفاء منه عالية .(
- غروركم مجرد وهم مثل أفلام هوليود.
- ولو بلغتم عنان السماء فلن يكيد الله تدميركم.
- مليارات الدولارات التي تصرف على التسلح بالصواريخ والقنابل والطائرات للتصدي للعدو ، العدو قد يكون أمك أو زوجتك أو إبنك أو حتى يدك. او أخيك فى الإنسانية.
- المليارات التي تصرف على الإنحلال والفجور، الطب والعلم أولى بها.
- الحياة تافهة والحضارة التي تعبدها قد تنتهي بين ليلة وضحاها. و امثله فرعون و عاد و ثمود فهم كانو أشد منكم قوة و بأسا و لكن الله أهلكهم و استبدل قوما غيرهم. بسبب كثرة فسادهم فى الارض. و اقرأوا إن شئتم عن قصصهم
- وإن تعدوا نعمة الله فلن تحصوها، حياتك الروتينية التي كنت تتسخط عليها هي أكبر أمانيك اليوم.
-هلاك البشرية قد يكون بأصغر وأتفه مخلوقات الله
*************
كوفيد (COVID-19).
لن يرفع قبل أن تتقبل البشرية هذه الرسائل , لن يرفع ما لم نتغير ما لم يوقر صغيرنا كبيرنا ويبجل وضيعنا عالِمنا
لن يرفع وأغلبنا يشتكي من زيادة وزنه في الحجر بينما هناك من يشتكي من قلة الزاد والجوع يكاد يفتك بصغاره.
كوفيد يدرك جيدا قلة حيلتنا وضعف إماكنياتنا.
يدرك عجز العالم عن الإختباء طويلا في البيوت هذا الفيروس وضعنا أمام خيارين أحلاهما مر، إما المواجهة وإما الجوع والخروج للمواجهة مثل القناص الذي يجلس فوق الربوة يوجه بندقيته نحول جحر فريسته ينتظر خروجها وهو يعلم خروجها عاجلا أو آجلا.
كوفيد (COVID-19) باق ما بقى الكره فينا ما بقى الظلم والحقد والحسد.
هذه الرحمة هي فرصة ثمينة للعودة إلى الله والتوبة مما فات .
فرصة للتضرع والدعاء واليقين التام بأن لا ملجأ لنا من الله إلا إليه .
(حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
اللهم قد ضاقت بنا الأرض وضاقت علينا بيوتنا وأنفسنا ولا ملجأ لنا منك إلا إليك، تب علينا ربنا وأرفع عنا البلاء وأكشف عنا العذاب
ربنا آمَنَّا فآمِنَّا في أوطاننا وأنفسنا وأحبابنا إنك أنت التواب الرحيم.
كوفيد (COVID-19) باق.
ما دام السواد يطلي جدران قلوبنا.
كوفيد (COVID-19) باق ما لم نتبوب
هذا الفيروس وإن كان يحمل معه العقاب فهو يحمل في طياته الأمل والرحمة برغم الأضرار النفسية والبدنية التي سيتسبب بها.
العالم الذي كنا نعرفه لن يعود والمواجهة مهما أجلت فهي قادمة.


0 تعليق على موضوع : COVID-19 و القيامة الصغري
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات